شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد؛

فإنَّ شعيرة الاحتساب (الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر) شعيرة عظيمةٌ، وعبادة جليلةٌ، وصف الله بها المؤمنين، وجعلها علامة لهم، فقال سبحانه: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ [التوبة: 71].

وجعلها سبباً لخيرية هذه الأمة، فقال سبحانه: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾ [آل عمران: 110].

فلا يكمل إيمان العبد إلاَّ بحبِّه للخير وأهله، ولا يكمل حبُّه للخير وأهله إلاَّ بتمني انتشاره وعمومه الخلق أجمعين، واندحار الباطل والفواحش وانكفاء أهلهما.

وفي مقابل هؤلاء: أهل الكفر والنفاق، الذين يسعون في نشر الرذيلة والفحشاء، وكتم كلِّ فضيلة وبر، كما قال تعالى: ﴿الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [التوبة: 67].

فمَن أمر بالمعروف، وسعى في نشره والتزامه، ونهى عن المنكر وحاربه، فهو الجدير بلقب المؤمن، قال النبي صلى الله عليه وسلم: « لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه » متفق عليه.

ومَن لم يُبالِ بانتشار المنكرات والرذيلة، ولم يسعَ جاهداً في محاربتها -ولو كان في خاصة نفسه صالحاً-كان فيه شبه من اليهود الذين يزعمون أنَّهم شعب الله المختار، وأنَّ الله اختصهم بجنته لأنهم أبناؤه وأحباؤه؟!!

نسأل الله أن يستعملنا في طاعته، وأن يجعلنا من عباده الآمرين بالمعروف الناهين عن المنكر، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.