يأتي في آخر الزمــان قوم: حدثــاء الأسنان، سفهاء الأحــلام، يقولون من خير قــول البــرية ، يقتــلون أهل الإسلام ويدعون أهـل الأوثان، كث اللحيـة (غزيرو اللحيــة)، مقصرين الثيــاب، محلقيــن الرؤوس، يحسنون القــيل ويسيئون الفعــل، يدعون إلى كتاب الله وليسوا مــنه في شيء.
أما هذا النص: (يقرأون القرآن لا يتجـاوز حنــاجرهم، يمــرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرَّميَّــة، فأينما لقيـتموهم فاقتــلوهم، فإن قتــلهم أجر لمن قتــلهم يوم القــيامة).
قال النبي عليه الصلاة والسلام: (فإن أنـا أدركتهــم لأقتــلنهم قتــل عاد).
السؤال عن مدى صحته، وما لفظه إن تعددت ألفاظه؟
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد؛
هذه الألفاظ مروية عن النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث متعددة، منها:
ما أخرجه الإمامان البخاري ومسلم من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، فأينما لقيتوهم فاقتلوهم، فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم يوم القيامة).
وأخرجه الإمامان البخاري ومسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: بعث على رضى الله عنه وهو باليمن بذهبة فى تربتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أربعة نفر: الأقرع بن حابس الحنظلى، وعيينة بن بدر الفزارى، وعلقمة بن علاثة العامرى ثم أحد بنى كلاب وزيد الخير الطائى ثم أحد بنى نبهان، قال: فغضبت قريش فقالوا: أتعطى صناديد نجد وتدعنا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إنى إنما فعلت ذلك لأتألفهم » فجاء رجل كث اللحية، مشرف الوجنتين، غائر العينين، ناتئ الجبين، محلوق الرأس، فقال: اتق الله يا محمد. قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « فمن يطع الله إن عصيته؟! أيأمننى على أهل الأرض ولا تأمنونى؟! » قال: ثم أدبر الرجل، فاستأذن رجل من القوم فى قتله - يرون أنه خالد بن الوليد - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إن من ضئضئ هذا قوماً يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد ».
وأخرجه الإمام أبو داود بإسناد صحيح من حديث أبي سعيد الخدري وأنس بن مالك ضي الله عنهما أنَّ النبي صلى الله عليه و سلم قال: "سيكون في أمتي اختلاف وفرقة، قوم يحسنون القيل ويسيئون الفعل، يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية، لا يرجعون حتى يرتد على فوقه، هم شر الخلق والخليقة، طوبى لمن قتلهم وقتلوه، يدعون إلى كتاب الله وليسوا منه في شىء، من قاتلهم كان أولى بالله تعالى منهم. " قالوا: يارسول الله ما سيماهم؟ قال: " التحليق " .
ومن هذا التخريج يتبين أن الألفاظ المسؤول عنها قد صحت عن النبي صلى الله عليه وسلم باستثناء: (كث اللحيـة، وغزيرو اللحيــة، مقصرين الثيــاب) فلا أعلم ورودها في حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم على أنها من وصف الخوارج، وإنما الذي ورد أنَّه من وصف ذي الخويصرة أنه (كث اللحية، مشرف الوجنتين، غائر العينين، ناتئ الجبهة)، وليس من صفة الخوارج عموماً. والله أعلم.