أنا متزوجة من رجل من ذوي الاحتياجات الخاصة (مقعد)، وأقوم بخدمته من كل النواحي والحمد لله، داخل المنزل وخارجه، حتى في عمله لكونه كاتباً، وأنجبت منه طفلين والحمد لله ولكم أن تتصوروا العبء والجهد اللازم. مؤخراً طلب مني الإنجاب، لكن وجدت الأمر صعباً لكوني أعاني من هشاشة العظام في ركبتي وأنا مازلت في الثلاثين من عمري وأتبع حمية لتقليل وزني لتفادي آلام الركب، وأطفالي صغار.
فما حكم رفضي الإنجاب؟ علما بأنني أعاني من ثقل المسؤولية ومن تراجع في صحتي.
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد؛
فإن الإنجاب وتكثير النسل من مقاصد الزواج في الشريعة الإسلامية؛ وقد روى أبو داود بإسناد حسن أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تزوجوا الودود الولود، فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة".
والإنجاب حق لكلا الزوجين، لا يجوز لأحدهما الامتناع منه دون رضى الآخر إلاَّ لعذر. وما ذكرته السائلة من صعوبة قيامها بحقوق بيتها وزوجها مع كثرة الأولاد واحتياجات زوجها الخاصة قد يكون مسوغاً لمحاولة المباعدة بين فترات الحمل بالطرق المشروعة المؤقتة كالعزل ونحوه، ولا يُسوِّغ لها الامتناع من الإنجاب مطلقاً. ولا يكون ذلك بالاتفاق بين الزوجين.
جاء في قرار مجمع الفقه الإسلامي رقم39 (5/1) ما نصه: "يجوز التحكم المؤقت في الإنجاب بقصد المباعدة بين فترات الحمل، أو إيقافه لمدة معينة من الزمان، إذا دعت إليه حاجة معتبرة شرعاً، بحسب تقدير الزوجين عن تشاور بينهما وتراضٍ، بشرط أن لا يترتب على ذلك ضرر، وأن تكون الوسيلة مشروعة، وأن لا يكون فيها عدوان على حملٍ قائم".
وعليه، فأنصح الأخت السائلة أن تتناقش مع زوجها، ويصلان إلى توافق حول هذه المسألة، ونسأل الله أن يديم الود بينهما والله أعلم.