الدرس الأول من شرح كتاب نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر

الدرس الأول من شرح كتاب نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر

الدرس الأول من سلسلة دروس شرح كتاب: نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر لفضيلة الشيخ الدكتور فضيلة الشيخ نادر السنوسي العمراني رحمه الله تعالى تحدث الشيخ رحمه الله بداية في هذا الدرس عن الكتاب وأهميته ومؤلفه ومكانته العلمية وبيّن الشيخ الطريقة التي سيسير عليها في شرحه لهذا الكتاب وكذلك اشتمل الدرس فوائد جليلة لطلبة العلم. نص الكتاب: من مقدمة الكتاب إلى صفحة 40 الحمدُ للهِ الذي لَمْ يَزَلْ عَليماً قديراً حيّاً قيُّوماً «مريداً» سَميعاً بَصيراً، وأَشهدُ أَنْ لا إِله إِلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، وأُكبِّرُه تَكبيراً. وصلّى اللهُ عَلى سَيدِنا مُحَمَّدٍ الذي أَرْسَلَهُ إِلى النَّاسِ كافةً بَشيراً ونَذيراً، وعلى آلِ محمدٍ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ تَسْليماً كثيراً. أَمَّا بَعْدُ: فإِنَّ التَّصانيفَ في اصْطِلاحِ «أَهلِ الحَديثِ» قَدْ كَثُرَتْ للأئمةِ في القديمِ «والحَديثِ»: فَمِن أَوَّلِ مَن صَنَّفَ في ذلك القاضي أبو محمَّدٍ الرَّامَهُرْمُزِيّ في كتابه «المحدِّث الفاصل» ، لكنَّه لم يَسْتَوْعِبْ . والحاكِمُ أبو عبدِ اللهِ النَّيْسَابوريُّ، لكنَّه لم يُهَذِّبْ ولم يُرَتِّبْ. وتلاه أَبو نُعَيْم الأصبهانِيُّ، فعَمِل على كتابهِ «مُسْتَخْرَجاً»، وأَبقى أَشياءَ للمُتَعَقِّبِ. ثمَّ جاءَ بعدَهم الخطيبُ أبو بكرٍ البَغْدَاديُّ، فصنَّفَ في قوانينِ الروايةِ كتاباً سمَّاه «الكفايةَ» ، وفي آدابِها كتاباً سمَّاه «الجامعَ لآدابِ الشَّيْخِ والسَّامِع» . وقلَّ فنٌّ مِن فُنونِ الحَديثِ إِلاَّ وقد صَنَّفَ {ظ / 1 ب} فيهِ كتاباً مُفْرَداً، فكانَ كما قال الحَافظُ أبو بكرِ بنُ نُقْطَةَ: كلُّ مَن أَنْصَفَ عَلِمَ أَنَّ المحَدِّثينَ بعدَ الخَطيبِ عِيالٌ على كُتُبِهِ. ثمَّ جاءَ [بعدَهُم] [بعضُ] مَن تَأَخَّرَ عنِ الخطيبِ فأَخَذَ مِن هذا العلمِ بنَصيبٍ: فجمَع القاضي عِياضٌ كتاباً لطيفاً سمَّاهُ الإِلْماع «في كتاب الإسماع». وأبو حفْصٍ المَيَّانِجيُّ جُزءاً سمَّاه «ما لا يَسَعُ المُحَدِّثَ جَهْلُه . وأَمثالُ {أ / 1 ب} ذَلك مِنَ التَّصانيفِ الَّتي اشتُهِرَتْ وبُسِطَتْ {هـ / 1 ب} ليتوفَّرَ عِلْمُها، واخْتُصِرَتْ ليتيسَّرَ فهْمُها. {ن / 1 ب} إِلى أَنْ جاءَ الحافِظُ الفقيهُ تقيُّ الدِّينِ أَبو عَمْرٍو عُثْمانُ بنُ الصَّلاحِ عبدِ الرحمنِ الشَّهْرَزُوريُّ - نزيلُ دمشقَ -، [فجَمَعَ] - لما وَلِيَ تدريسَ الحديثِ بالمدرَسَةِ الأشرفيَّةِ - كتابَه المَشهورَ، فهَذَّبَ فنونَهُ، وأَملاهُ شيئاً بعدَ شيءٍ، فلهذا لمْ يَحْصُلْ ترتيبُهُ على الوضعِ المُناسِبِ، واعتنى بتصانيفِ الخَطيبِ {ب / 1 ب} المُتفرِّقةِ، (فجمَعَ شَتاتَ) مقاصِدِها، وضمَّ إِليها مِن غَيْرِها نُخَبَ فوائِدِها، {ط / 1 ب} فاجتَمَعَ في كتابِه ما تفرَّقَ في غيرهِ، فلهذا عَكَفَ النَّاسُ عليهِ وساروا بسَيْرِهِ، فلا يُحْصى كم ناظِمٍ [له] ومُختَصِر، ومستَدْرِكٍ [عليهِ] ومُقْتَصِر، ومُعارِضٍ لهُ {ظ / 2 أ} ومُنْتَصِر!

معلومات عن المادة

  • الزمن:1:03:16
  • القسم:علوم الحديث
    • وسوم:
    • مصطلح الحديث
    • نخبة الفكر
    • نادر العمراني